كانوا من الذين آمنوا يضحكون

من طرف **نور الهدى** 2009-10-06, 17:04

كانوا من الذين آمنوا يضحكون

على الرغم من الاستقامة والعيش الشريف الذي يسعى إليه المسلم في كل العصور، فإنه كتب عليه أن يكون قبلة للمستهزئين، ويكفي في هذا دلالة على قانون سماوي أخبرنا الله عز وجل عنه في كتابه " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون" - سورة المطففين-
وهكذا ديدن المجرمين يصابون في لا شعورهم بخيبة أمل من استقامة المؤمنين على دينهم، وعدم افتتانهم أمام متع الدنيا، فينتقمون منهم بألسنتهم، فيضحكون عليهم عندما يرونهم، ويتغامزون عليهم مع أصحابهم، ويتهمونهم بالضلال والعجز عن معرفة مصالحهم، وأخيرا وهم في اجتماعاتهم يجعلون من استقامتهم مادة للتندر والفكاهة.
لذلك كانت إحدى جمل التأنيب الشديد التي سوف تقرع آذان الضالين يوم الدين عتابهم على اتخاذ المؤمنين سخريا، يقول الله عز وجل في سورة المؤمنين عندما يطلب منه المستهزئون إخراجهم من نار الجحيم( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون)
فيأتيهم جواب الملك الجبار( قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون، إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين، فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون، إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون).
وقد اشتط الناس المستهزئون وتجاوزوا حدودهم، فانتقلوا من السخرية بالمؤمنين إلى السخرية بعلمائهم، ثم انتقلوا إلى السخرية برسولهم، ثم اشتد تكبرهم وأغراهم حلم الله، فاستعملوا الألفاظ النابية بحق الحضرة الإلهية.
نحن لن نحاكم هؤلاء بل سنكلهم إلى الله، ولن نحاكم الغربيين الذين يرتكبون أمثال تلك الآثام، لأن مؤامرة كبرى يقودها اليهود والنصارى تختبئ خلف تلك التصرفات الطائشة، ولكننا سنلفت النظر إلى العرب المسلمين الذين يقومون بأمثال تلك الأفعال ولا يجدون من يوجه لهم مجرد عتاب، بل ويكرمون في المهرجانات على الرغم من ضلالهم.
لقد اقتصرنا في غضبنا على سلمان رشدي وبيننا المئات من أمثاله، وغضبنا من الرسوم الكاريكاتورية مع أن الفن العربي يقدم في كل يوم العديد من الأعمال التي تسخر من الرسالة المحمدية، فما لذي أغشى بصيرتنا؟؟؟؟؟؟!!!!!!
أريد أن ابدأ من الفنان عادل إمام فعلى الرغم من شعبيته وإتقانه لأدواره ومعالجته بإتقان للكثير من المشاكل اليومية في حياة المواطن المصري خاصة، والعربي عامة. وعلى الرغم من جرأته وتجاوزه للكثير من الخطوط الحمراء، فإنني أريد أن أسجل موقفا من نتاجه:

- يحاول الفنان عادل إمام في أفلامه أن ينتقد الجماعات الإسلامية في مصر بأسلوب لاذع، وتحن لن نتدخل في ذلك إذ لكل شخص وجهة نظره الخاصة في هذه الجماعات، وأنا شخصيا لا أعرف عنها الكثير حتى أحكم عليها. ولكن ما يؤلمني أنه ينقل السخرية من الجماعات الإسلامية إلى السخرية من الدين نفسه فيكثر من الاستهزاء بالمتدينين، وينتقد بشدة بعض المظاهر الدينية( الحجاب، النقاب، الذكر، الدعاء) على شكل سخرية فاقعة.( راجع أفلام مرجان ، الإرهاب والكباب، طيور الظلام، وغيرها). وهنا تكمن الخطورة عندما تضيع الحدود، ويختلط الأمر، وتصبح السخرية موجهة لتعليمات ربانية، وليس لشخصيات معينة.
- لا أدري لماذا يريد السيد عادل إمام وهو الفنان الملتزم، أن يقحم مناظر العري إقحاما في أفلامه ومن دون أي داع، إلى درجة أننا نتجنب وجود الأطفال عند عرض أفلامه. وقد اوقع في هذا المطب الكثير من الفنانات اللواتي عملن معه( يسرا، ميرفت أمين)
ففي فيلم مرجان احمد مرجان جعل الفنانة ميرفت أمين والتي مثلت دور أستاذة جامعية قديرة طوال الفيلم، جعلها تتخلى عن حيائها"؟" وهي بهذا العمر، وتقدم مقطعا تلبس فيه وتتأوه مقلدة هيفاء وهبي.
قد لا يجد الكثيرون خطورة في أمثال هذه التصرفات، ولكن يبقى اتخاذ مظاهر التدين مادة للسخرية في فيلم هدفا يرضي الكثيرين ممن يريدون لهذه الأمة الذوبان التام في القيم الغربية التي لاتقيم احتراما لرب أو رسول أو شخصية دينية. وللحديث بقية