لحظـــة نادمت فيها المســــاء ~
2 مشترك
حفيدات النبي :: هيا نرتقي :: مما راق لي
صفحة 1 من اصل 1
لحظـــة نادمت فيها المســــاء ~
ناداني همسه أن أقبلي هاهنا،
فهنا الحنين، وهنا الأمان..
أعرضت عنه كبرياءً،
فعاد النداء ألا تنكري حاجتك،
فإن في عينيك قصة توجّع.
أشحت أخرى محاولةً حفظ بقايا قوّتي،
قال لي: ألا يكفيك من الألم إلا أن تزيديه
كتماناً، أفصحي، فليس في كتمان المشاعر فائدة.
قالها ولم أزل في صمتي وإعراضي،
فأتبعها بحنان بالغ:
أي فتاتي، ....
إن في جنابي السكون،
وخلف أستاري تندفن الدموع والشجون،
وقلبك الصغير لا يطيق حمل ما أراه
في تيك العينين، فهاتي ما فيه،
فإنما أفقي واسع يحتويه.
نظرت إليه وقد أدركني الشعور بحاجتي إليه، فسألته:
وإلى أي مدى تطيق حمل هموم البشر؟
أجابني: بلا مدى، بل وخلف الحدود.
سكتّ عنه، فعاد ليرغمني بحنو على الحديث،
فلم أقاوم رغبةً في داخلي أن أرتمي في حنوه،
فأفضت إليه بمكامن الوجدان، ورواسب الزمان.
::::
أي مسائي....
إن شعوراً قاسياً يدك قلبي،
وتأبى دمعاتي مواساتي،
أنهكني صمتي، لكن، لمن أبوح؟
سألني:
ولِمَ هذا الشعور؟
أجبته، وانكسار يغمر كلماتي:
إنها قصة الجراح الطويلة،
ربما أيها المساء أنك لم تسمع بها،
ولم تعايش أحداثها،
لأنها تحدث على أرضٍ لا مساء لها.
رأيت في نظرته تساؤلاً، فتابعت:
لأنهم يعيشون ليلهم كما يعيشون نهارهم،
لا ينامون، وأنى لهم ذلك،
استحال ليلهم إلى ضياء،
وسكنهم إلى هروب وضياع.
تبددت نظرة التساؤل التي كان يحملها،
وقال لي: إني أعرف هذه القصة،
وقد عايشت بعضاً من فصولها.
سألته:
وكيف رأيت الناس هناك؟
أجاب:
تنعدم كلماتي عند سؤالك، اعذريني.
أطرقت قائلة: هذا هو الألم.
::::
أشفق علي من ألمي العميق، فقال لي:
أي فتاتي، ألا تكمن المنح في المحن؟
انقبضت لكلمته، نظرت إليه في حدة
وقلت: أخبرني، أي منحة تقصد؟
إذا كان الأطفال لا يعرفون للابتسامة لوناً، فكيف بالكبار؟!
أنا أنام على نعومة الزهر وأتوسدها،
ومسلمة تقضي ليلها باكية على دماء عفافها المقتول!!
في كل يوم لهم من أبنائهم قتلى، والصورة القاسية
التي تلاحقهم في سمائهم،
طائرات قاصفة لديارهم، ولجموعهم الفارة،
ثم أي طعام يجدون؟ وأي رداء يكتسون؟
كل ما يعرفون.. الحرمان فحسب.
يستجدون،... يبكون، وقلوبنا صخور.
يبكون، وقلوبنا صخور.
تهاويت وأنا أردد باكية:
يبكون، وقلوبنا صخور.
::::
طال صمته أمام ما قلت، ثم تكلم ونبرات العزيمة تؤازره:
يا فتاة، أهي الدنيا وحدها؟ لمن الآخرة إذن؟!
أنا لا أنكر عمق المأساة، لكن لا تجعلي الأبعاد بعداً واحداً،
إن كان اليوم لهم فالغد لنا لا ريب،
حق على الله لنَمْلِكنّ الأرض،
لا تعجلي، إنما يُعِدّ لهم الله عداً.
قلت له ويقطّعني جموده أمام احتراق دواخلي:
أين من تعِد بهم؟ أتمنّيني بلا فرسان؟
إن الأبواب لا تفتح لمن لا يطرقها،
فكفاك أحلاماً تكاد تغرقني بها.
قال في حزم:
إن كثر الشتات، فالناس هنا لا يزالون يؤمنون
بعقيدة أسمى من أن يهزمها الكفر، إنهم بحاجة ليد تأخذ بأيديهم،
إنها مسؤوليتك ومسؤولية كل من يرى أن أمته ليست كما ينبغي أن تكون.
اسقي البذرة العطشى في قلب كل محتاج،
وفوضي أمرها لله، تؤتي أُكلها ولو بعد حين.
أستأذنك الرحيل، فالفجر يؤذن بالقدوم.
هزتني عباراته،
إنها حروف من صدق،
قرعت قلبي عبارته الأخيرة
"الفجر يؤذن بالقدوم"،
حقاً، أليس فجر أمتي الموعود، حين تشتد الحلكة تحل جيوشه دون موعد؟!..
من ما راق لي
فهنا الحنين، وهنا الأمان..
أعرضت عنه كبرياءً،
فعاد النداء ألا تنكري حاجتك،
فإن في عينيك قصة توجّع.
أشحت أخرى محاولةً حفظ بقايا قوّتي،
قال لي: ألا يكفيك من الألم إلا أن تزيديه
كتماناً، أفصحي، فليس في كتمان المشاعر فائدة.
قالها ولم أزل في صمتي وإعراضي،
فأتبعها بحنان بالغ:
أي فتاتي، ....
إن في جنابي السكون،
وخلف أستاري تندفن الدموع والشجون،
وقلبك الصغير لا يطيق حمل ما أراه
في تيك العينين، فهاتي ما فيه،
فإنما أفقي واسع يحتويه.
نظرت إليه وقد أدركني الشعور بحاجتي إليه، فسألته:
وإلى أي مدى تطيق حمل هموم البشر؟
أجابني: بلا مدى، بل وخلف الحدود.
سكتّ عنه، فعاد ليرغمني بحنو على الحديث،
فلم أقاوم رغبةً في داخلي أن أرتمي في حنوه،
فأفضت إليه بمكامن الوجدان، ورواسب الزمان.
::::
أي مسائي....
إن شعوراً قاسياً يدك قلبي،
وتأبى دمعاتي مواساتي،
أنهكني صمتي، لكن، لمن أبوح؟
سألني:
ولِمَ هذا الشعور؟
أجبته، وانكسار يغمر كلماتي:
إنها قصة الجراح الطويلة،
ربما أيها المساء أنك لم تسمع بها،
ولم تعايش أحداثها،
لأنها تحدث على أرضٍ لا مساء لها.
رأيت في نظرته تساؤلاً، فتابعت:
لأنهم يعيشون ليلهم كما يعيشون نهارهم،
لا ينامون، وأنى لهم ذلك،
استحال ليلهم إلى ضياء،
وسكنهم إلى هروب وضياع.
تبددت نظرة التساؤل التي كان يحملها،
وقال لي: إني أعرف هذه القصة،
وقد عايشت بعضاً من فصولها.
سألته:
وكيف رأيت الناس هناك؟
أجاب:
تنعدم كلماتي عند سؤالك، اعذريني.
أطرقت قائلة: هذا هو الألم.
::::
أشفق علي من ألمي العميق، فقال لي:
أي فتاتي، ألا تكمن المنح في المحن؟
انقبضت لكلمته، نظرت إليه في حدة
وقلت: أخبرني، أي منحة تقصد؟
إذا كان الأطفال لا يعرفون للابتسامة لوناً، فكيف بالكبار؟!
أنا أنام على نعومة الزهر وأتوسدها،
ومسلمة تقضي ليلها باكية على دماء عفافها المقتول!!
في كل يوم لهم من أبنائهم قتلى، والصورة القاسية
التي تلاحقهم في سمائهم،
طائرات قاصفة لديارهم، ولجموعهم الفارة،
ثم أي طعام يجدون؟ وأي رداء يكتسون؟
كل ما يعرفون.. الحرمان فحسب.
يستجدون،... يبكون، وقلوبنا صخور.
يبكون، وقلوبنا صخور.
تهاويت وأنا أردد باكية:
يبكون، وقلوبنا صخور.
::::
طال صمته أمام ما قلت، ثم تكلم ونبرات العزيمة تؤازره:
يا فتاة، أهي الدنيا وحدها؟ لمن الآخرة إذن؟!
أنا لا أنكر عمق المأساة، لكن لا تجعلي الأبعاد بعداً واحداً،
إن كان اليوم لهم فالغد لنا لا ريب،
حق على الله لنَمْلِكنّ الأرض،
لا تعجلي، إنما يُعِدّ لهم الله عداً.
قلت له ويقطّعني جموده أمام احتراق دواخلي:
أين من تعِد بهم؟ أتمنّيني بلا فرسان؟
إن الأبواب لا تفتح لمن لا يطرقها،
فكفاك أحلاماً تكاد تغرقني بها.
قال في حزم:
إن كثر الشتات، فالناس هنا لا يزالون يؤمنون
بعقيدة أسمى من أن يهزمها الكفر، إنهم بحاجة ليد تأخذ بأيديهم،
إنها مسؤوليتك ومسؤولية كل من يرى أن أمته ليست كما ينبغي أن تكون.
اسقي البذرة العطشى في قلب كل محتاج،
وفوضي أمرها لله، تؤتي أُكلها ولو بعد حين.
أستأذنك الرحيل، فالفجر يؤذن بالقدوم.
هزتني عباراته،
إنها حروف من صدق،
قرعت قلبي عبارته الأخيرة
"الفجر يؤذن بالقدوم"،
حقاً، أليس فجر أمتي الموعود، حين تشتد الحلكة تحل جيوشه دون موعد؟!..
من ما راق لي
أمتي دافعي- حفيدة متألقة بالإيمان
- عدد الرسائل : 512
تاريخ التسجيل : 09/07/2011
رد: لحظـــة نادمت فيها المســــاء ~
مهما طال ظلام الليل ستبزغ الشمس
ستشرق شمس أمتنا مهما طال كسوفها
عزيزتي أمتي دافعي
كل الشكر لك ع الإختيار الرائع
بارك الله فيك ~
الآنسة منشن- الحفيدة المشرفة العامة
- عدد الرسائل : 6225
الموقع : ف معهدي(عند بيت جيرانا)
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
تعاليق :
رد: لحظـــة نادمت فيها المســــاء ~
الآنسة منشن كتب:
مهما طال ظلام الليل ستبزغ الشمس
ستشرق شمس أمتنا مهما طال كسوفها
عزيزتي أمتي دافعي
كل الشكر لك ع الإختيار الرائع
بارك الله فيك ~
بإذن الله نصر ربنا قريب
بوركت أختي على المرور الطيب
أمتي دافعي- حفيدة متألقة بالإيمان
- عدد الرسائل : 512
تاريخ التسجيل : 09/07/2011
حفيدات النبي :: هيا نرتقي :: مما راق لي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى