حقيقة المسلم
3 مشترك
حفيدات النبي :: صناعة أمة :: مسلم وافتخر
صفحة 1 من اصل 1
حقيقة المسلم
حقيقة المسلم:
لا يعرف التاريخ غير محمد (صلى الله عليه وسلم)رجلا افرغ الله وجوده في الوجود الإنساني كله، وإذا هو(صلى الله عليه وسلم)وجود سار فيها فما تبرح هذه الإنسانية تنمو به وتتحول.
كان المعنى الآدمي في هذه الإنسانية كأنما وهن من طول الدهر عليه، ويتحيَفه ويمحوه و يتعاوره بالشر والمنكر ،فابتعث الله تاريخ العقل بآدم جديد بدأت به الدنيا في تطورها الأعلى من حيث يرتفع الإنسان على ذاته ،كما بدأت من حيث يوجد الإنسان في ذاته ،فكانت الإنسانية دهرها بين اثنين :أحدهما فتح لها المجي ء من الجنة ،والثاني لها طريق العودة إليها :كان في آدم سر وجود الإنسانية ،وكان في محمد سر كمالها.
ولهذا سمى الدين(بالإسلام)،لأنه إسلام النفس إلى واجبها ،أي إلى الحقيقة من الحياة الاجتماعية ،كأن المسلم ينكر ذاته فيسلمها إلى الإنسانية تصرفها وتعتملها في كمالها ومعاليها ،فلا حظ له هو من نفسه يمسكها على شهواته ومنافعه ،ولكن للإنسانية بها الحظ.
وما الإسلام في جملته إلا هذا المبدأ :مبدأ إنكار الذات و(إسلامها)طائعة على المنشط والمكره لفروضها وواجباتها ،وكلما نكصت إلى منزعها الحيواني ،أسلمها صاحبها إلى وازعها الإلهي ،وهو أبدا يروضها على هذه الحركة مادام حيا، فينتزعها كل يوم من اوهام دنياها ،ليضعها ما بين يدي حقيقتها الإلهية: يروضها على ذلك كل يوم وليلة خمس مرات مسماة في اللغة خمس صلوات ،لا يكون الإسلام إسلاما بغيرها ،فلا غرو كانت الصلاة بهذا المعنى كما وصفها النبي(صلى الله عليه وسلم)هي عماد الدين.
بالانصراف إلى الصلاة وجمع النية عليها ،يستشعر المسلم انه قد حطم الحدود الأرضية المحيطة بنفسه من الزمان والمكان ،وخرج منها إلى روحانية لا يحد فيها إلا بالله وحده.
وبالقيام في الصلاة ،يحقق المسلم لذاته معنى إفراغ الفكر السامي على الجسم كله ،ليمتزج بجلال الكون ووقاره ،كانه كائن منتصب مع الكائنات يسبح بحمده.
وبالتولي شطر القبلة في سمتها الذي لا يتغير على اختلاف اوضاع الأرض ،يعرف المسلم حقيقة الرمز للمركز الثابت في روحانية الحياة.
وبالركوع والسجود بين يدي الله ،يشعر المسلم نفسه معنى السمو والرفعة على كل ماعدا الخالق من وجود الكون.
وبالجلسة في الصلاة وقراءة التحيات الطيبات ،يكون المسلم جالسا فوق الدنيا يحمد الله ويسلم على نبيه وملائكته ويشهد ويدعو.
وبالتسليم الذي يخرج به من الصلاة ،يقبل المسلم على الدنيا وأهلها إقبالا جديدا :من جهتي السلام والرحمة.
لم يكن الإسلام في حقيقته إلا إبداعا للصيغة العملية التي تنتظم الإنسانية فيها، ولهذا كانت آدابه كلها حرَاسا على القلب المؤمن ،كأنها ملائكة من المعاني ،وكان الإسلام بها عملا إصلاحيا وقع به التطور في عالم الغريزة. وكان الظاهر ان الإسلام
يغزو الأمم بالعرب ويفتتحها .وكان الله تعالى ألقى في رمال الجزيرة روح البحر، وبعثها بعثه الإلهي لأمره، فكان النبي (صلى الله عليه وسلم )هو نقطة المد التي يفور البحر منها ،وكان المسلمون امواجه التي غسلت بها الدنيا.
ولقد كان المسلم يضرب بالسيف في سبيل الله ،فتقع ضربات السيوف على جسمه فتمزقه ،فما يحسها إلا كأنها قٌبل أصدقاء من الملائكة يلقونه ويعانقونه!
ولن يكون الإسلام صحيحا تاما حتي يجعل حامله مثلا من نبيه في أخلاق الله ،فما هو بشخص يضبط طبيعته :يقهرها مرة وتقهره مرارا، ولكن طبيعة تضبط شخصها فهي قانون وجوده.
لا يضطرب من شيء، وكيف يضطرب ومعه الاستقرار؟
لا يخاف من شيء ،وكيف يخاف ومعه الطمأنينة؟
لا يخشى مخلوقا، وكيف يخشى ومعه الله؟
أيها الأسد ،هل أنت بجملتك إلا في طبيعة مخالبك وأنيابك...؟
من كتاب وحي القلم ............للكاتب صادق الرفاعي
لا يعرف التاريخ غير محمد (صلى الله عليه وسلم)رجلا افرغ الله وجوده في الوجود الإنساني كله، وإذا هو(صلى الله عليه وسلم)وجود سار فيها فما تبرح هذه الإنسانية تنمو به وتتحول.
كان المعنى الآدمي في هذه الإنسانية كأنما وهن من طول الدهر عليه، ويتحيَفه ويمحوه و يتعاوره بالشر والمنكر ،فابتعث الله تاريخ العقل بآدم جديد بدأت به الدنيا في تطورها الأعلى من حيث يرتفع الإنسان على ذاته ،كما بدأت من حيث يوجد الإنسان في ذاته ،فكانت الإنسانية دهرها بين اثنين :أحدهما فتح لها المجي ء من الجنة ،والثاني لها طريق العودة إليها :كان في آدم سر وجود الإنسانية ،وكان في محمد سر كمالها.
ولهذا سمى الدين(بالإسلام)،لأنه إسلام النفس إلى واجبها ،أي إلى الحقيقة من الحياة الاجتماعية ،كأن المسلم ينكر ذاته فيسلمها إلى الإنسانية تصرفها وتعتملها في كمالها ومعاليها ،فلا حظ له هو من نفسه يمسكها على شهواته ومنافعه ،ولكن للإنسانية بها الحظ.
وما الإسلام في جملته إلا هذا المبدأ :مبدأ إنكار الذات و(إسلامها)طائعة على المنشط والمكره لفروضها وواجباتها ،وكلما نكصت إلى منزعها الحيواني ،أسلمها صاحبها إلى وازعها الإلهي ،وهو أبدا يروضها على هذه الحركة مادام حيا، فينتزعها كل يوم من اوهام دنياها ،ليضعها ما بين يدي حقيقتها الإلهية: يروضها على ذلك كل يوم وليلة خمس مرات مسماة في اللغة خمس صلوات ،لا يكون الإسلام إسلاما بغيرها ،فلا غرو كانت الصلاة بهذا المعنى كما وصفها النبي(صلى الله عليه وسلم)هي عماد الدين.
بالانصراف إلى الصلاة وجمع النية عليها ،يستشعر المسلم انه قد حطم الحدود الأرضية المحيطة بنفسه من الزمان والمكان ،وخرج منها إلى روحانية لا يحد فيها إلا بالله وحده.
وبالقيام في الصلاة ،يحقق المسلم لذاته معنى إفراغ الفكر السامي على الجسم كله ،ليمتزج بجلال الكون ووقاره ،كانه كائن منتصب مع الكائنات يسبح بحمده.
وبالتولي شطر القبلة في سمتها الذي لا يتغير على اختلاف اوضاع الأرض ،يعرف المسلم حقيقة الرمز للمركز الثابت في روحانية الحياة.
وبالركوع والسجود بين يدي الله ،يشعر المسلم نفسه معنى السمو والرفعة على كل ماعدا الخالق من وجود الكون.
وبالجلسة في الصلاة وقراءة التحيات الطيبات ،يكون المسلم جالسا فوق الدنيا يحمد الله ويسلم على نبيه وملائكته ويشهد ويدعو.
وبالتسليم الذي يخرج به من الصلاة ،يقبل المسلم على الدنيا وأهلها إقبالا جديدا :من جهتي السلام والرحمة.
لم يكن الإسلام في حقيقته إلا إبداعا للصيغة العملية التي تنتظم الإنسانية فيها، ولهذا كانت آدابه كلها حرَاسا على القلب المؤمن ،كأنها ملائكة من المعاني ،وكان الإسلام بها عملا إصلاحيا وقع به التطور في عالم الغريزة. وكان الظاهر ان الإسلام
يغزو الأمم بالعرب ويفتتحها .وكان الله تعالى ألقى في رمال الجزيرة روح البحر، وبعثها بعثه الإلهي لأمره، فكان النبي (صلى الله عليه وسلم )هو نقطة المد التي يفور البحر منها ،وكان المسلمون امواجه التي غسلت بها الدنيا.
ولقد كان المسلم يضرب بالسيف في سبيل الله ،فتقع ضربات السيوف على جسمه فتمزقه ،فما يحسها إلا كأنها قٌبل أصدقاء من الملائكة يلقونه ويعانقونه!
ولن يكون الإسلام صحيحا تاما حتي يجعل حامله مثلا من نبيه في أخلاق الله ،فما هو بشخص يضبط طبيعته :يقهرها مرة وتقهره مرارا، ولكن طبيعة تضبط شخصها فهي قانون وجوده.
لا يضطرب من شيء، وكيف يضطرب ومعه الاستقرار؟
لا يخاف من شيء ،وكيف يخاف ومعه الطمأنينة؟
لا يخشى مخلوقا، وكيف يخشى ومعه الله؟
أيها الأسد ،هل أنت بجملتك إلا في طبيعة مخالبك وأنيابك...؟
من كتاب وحي القلم ............للكاتب صادق الرفاعي
Maryam- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1685
تاريخ التسجيل : 26/10/2010
رد: حقيقة المسلم
سلمت يمينك عزيزتي
على روعة الحقيبة وجمال الكلمات
أعزنا الله وإياكم بالإسلام وأعانا لتوصيله لكل الأمم
تقبلي مروري وخالص تقديري ~||
الآنسة منشن- الحفيدة المشرفة العامة
- عدد الرسائل : 6225
الموقع : ف معهدي(عند بيت جيرانا)
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
تعاليق :
رد: حقيقة المسلم
اللهم آمين...أسعدني حضورك عزيزتي
Maryam- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1685
تاريخ التسجيل : 26/10/2010
رد: حقيقة المسلم
جزيتي خيرا
خيوط النور- حفيدة متألقة بالإيمان
- عدد الرسائل : 502
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
مواضيع مماثلة
» فرحة المسلم
» حب القرآن حقيقة أم كلام
» متى يصبح الحلم حقيقة ؟؟
» حقيقة الحياة الدُّنيا في القرآن الكريم
» حب القرآن حقيقة أم كلام
» متى يصبح الحلم حقيقة ؟؟
» حقيقة الحياة الدُّنيا في القرآن الكريم
حفيدات النبي :: صناعة أمة :: مسلم وافتخر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى