مقبلون على العشر الأوائل من ذي الحجة..

هذه الأيام العشر هي أيام مباركات، لها شأن عظيم عند الله أيها المسلمون:


والله إننا مقبلون على أيام عظيمة مباركة يغفل وللأسف عن أهميتها أكثر الناس ، حيث يبرز فضلها وعظمتها فيما يلي:


أن الله جل وعلا أقسم بها (وليال عشر) والمولى سبحانه وتعالى لا يقسم بشيء إلا لأهميته وفضله وشد الأنظار إليه.


أنه تبارك وتعالى أمر بذكره فيها خصوصا فقال: (... ليذكروا الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) فهذه ميزة من رب العباد لها.
بين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فضلها في حديثه المشهور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ("ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" ، فقالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء") لدرجة أنه عليه السلام جعل منزلتها أعظم من الجهاد في سبيله مع علمنا بأهمية الجهاد وفضله.


وعليه: فيا أيها المسلمون ... أبعد كل هذا الفضل وغيره نغفل عنها ، ونعاملها كبقية الأيام .. لا أظن أن العاقل يرضى تفويتها دون صيام أو قيام أو تهجد أو تبتل أو ذكر لله جل وعلا أو عناية فائقة بتدبر كتاب الواحد الأحد.


وإليكم إخوتي الكرام بعض الأعمال التي يمكنكم القيام بها تقربا إلى ربكم خلال هذه الأيام من أجل نيل ثوابه وجزيل عطائه وطلبا للخير في الدنيا والآخرة:


الصيام: فإنه أفضل ما يتقرب به في هذه الأيام ، علما بأنه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم حديث يخص هذه الأيام بالصيام إلا ما ورد في صيام يوم عرفة ، إلا أن الصيام فيها يدخل في جملة العمل الصالح المذكور في الحديث ، وهو أفضل عمل فيها ، فمن لم يقدر على صيامها كلها فليصم بعضها ، فإن لم يستطع فلا ينبغي له ترك صيام يوم عرفة ، وقد ورد فيه حديث خاص بصيامه ، وهو خير أيام الله كما هو معلوم.


تلاوة القرآن الكريم وتدبره: فمن كان يتلو نصف جزء فمن الحسن أن يتلو جزءا أو أكثر في هذه الأيام ، مع عدم الغفلة عن قضية التدبر ، فإنها الأساس الذي أنزل القرآن لأجله (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته).
ذكر الله بكل أنواع الذكر مع الجهر بذلك: وخصوصا الباقيات الصالحات: (سبحان الله ، الحمد لله ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله) ، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يفعلون ذلك حتى في الأسواق تنبيها وتذكيرا للناس حتى يفعلوا مثلهم.


القيام ليلا: (وليال عشر) بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن ، فإنها ليال مباركة لقسم الله بها ، ولو بأقل قليل ممكن.


الصدقة وكل أنواع البر: فهي من جملة الأعمال الصالحة التي يتقرب بها إلى الله جل وعلا ، وخصوصا لفقراء الأقربين ، فهي قربة وصلة وبر وإحسان وإفراح ومودة ومحبة.





كل أنواع القربات والأعمال الصالحة.