المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
+2
الآنسة منشن
طالبة علم
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
المرعى أخضر ولكن العنز مريضة كلام رائع للدكتور عائض القرني
المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
مقال للدكتور القرني ....
إن نقد الذات والمكاشفة الواضحة والوقوف على نقاط القوة والضعف طريق لاكتشاف الخلل ثم إصلاحه لمن شاء ذلك وأراد.
د. عائض القرني
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، والله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ».
وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة القاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة ، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل والات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ، فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال بدلته على الناس ، من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء ، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ، من المسئولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه ، الشرطي صاحب عبارات مؤذية ، الأستاذ جافٍ مع طلابه ، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسئولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر الياقة مع الناس ، وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا . في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ، وكلما قلت: ما السبب ؟
قالوا: الحضارة ترق الطباع ، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك ، نمشي في ال والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا ، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف ، أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ، احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا ، أين منهج القرآن: « وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن » ، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ، « فاصفح الصفح الجميل » ، « ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير » . وفي الحديث: « الراحمون يرحمهم الرحمن » ، و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » ، و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا » . عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف ، يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنز مريضة ) .
الله يصلحنا ويحسن أخلاقنا ليكون مجلسنا بقرب الرسول-صلى الله عليه وسلم في الجنة.
المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
مقال للدكتور القرني ....
إن نقد الذات والمكاشفة الواضحة والوقوف على نقاط القوة والضعف طريق لاكتشاف الخلل ثم إصلاحه لمن شاء ذلك وأراد.
د. عائض القرني
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، والله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ».
وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة القاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة ، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل والات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ، فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال بدلته على الناس ، من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء ، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ، من المسئولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه ، الشرطي صاحب عبارات مؤذية ، الأستاذ جافٍ مع طلابه ، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسئولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر الياقة مع الناس ، وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا . في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ، وكلما قلت: ما السبب ؟
قالوا: الحضارة ترق الطباع ، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك ، نمشي في ال والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا ، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف ، أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ، احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا ، أين منهج القرآن: « وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن » ، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ، « فاصفح الصفح الجميل » ، « ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير » . وفي الحديث: « الراحمون يرحمهم الرحمن » ، و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » ، و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا » . عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف ، يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنز مريضة ) .
الله يصلحنا ويحسن أخلاقنا ليكون مجلسنا بقرب الرسول-صلى الله عليه وسلم في الجنة.
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
رد: المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
سلمت أناملك غاليتي ع الإختيار الرائع ..
وبالفعل والله هذا هو حالنا وهذا هو الملاحظ عند الأكثرية منا قسوة وفضاضة ف التعامل إلا من رحم ربي
وفي الصورة المقابلة يضرب الغرب اروع الأمثلة في فن التعامل مع الآخرين ...
ومع إن المفروض نحن من نمتلك تلك الصفات والأخلاقيات الراقية فربنا ورسولنا وديننا يأمرونا بذلك
ولكننا نرفض أن نسمع دائما كل ما فيه الخير لنا في ديننا ودنيانا
يعطيك ربي العافية خيتو وكلامك عين الصواب
فهذه هي الصورة التي أخذت عنا نحن العرب وللأسف ..
وبإذن الله سيتغير هذا الوضع على أيدينا جميعا ونكون مفاتيح للتغيير
تقبلي مروري وتحياتي ~
الآنسة منشن- الحفيدة المشرفة العامة
- عدد الرسائل : 6225
الموقع : ف معهدي(عند بيت جيرانا)
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
تعاليق :
رد: المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
فعلا هذه هي الحقيقه المرة
ندعي بأفواهنا أن نحب الله ورسولة وأننانتبع الله ورسوله
ولكن أفعالنا عكس ذلك
فشتان بين أقوالنا وبين أفعالنا
اللهم ردنا إليك ردا جميلا
جزيتي خيرا ع طرحك هالموضوع
ندعي بأفواهنا أن نحب الله ورسولة وأننانتبع الله ورسوله
ولكن أفعالنا عكس ذلك
فشتان بين أقوالنا وبين أفعالنا
اللهم ردنا إليك ردا جميلا
جزيتي خيرا ع طرحك هالموضوع
خيوط النور- حفيدة متألقة بالإيمان
- عدد الرسائل : 502
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
رد: المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
تبارك الرحمن كلمات جميلة ورائعة ولها أثر قوي
كرستال الأمل- حفيدة رائعة
- عدد الرسائل : 120
تاريخ التسجيل : 18/12/2010
رد: المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
أخواتي منشن وخيوط النور ووردة الأمل
بارك الله فيكم على تعطير صفحتي بمروركم الرائع
بارك الله فيكم على تعطير صفحتي بمروركم الرائع
عدل سابقا من قبل طالبة علم في 2011-10-26, 02:31 عدل 1 مرات
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
رد: المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
جزاك الله خيرا غاليتي
على طرحك القيم المؤثر
الذي يحكي كيف أصبح الغرب
وكيف هي أخلاقياتهم
أما نحن فقد فقدنا هذه الأخلاقيات الراقية والرائعة
ولكن بإذن الله ستعود هذه الأخلاقيات
تقبلي تحياتي ومروري
على طرحك القيم المؤثر
الذي يحكي كيف أصبح الغرب
وكيف هي أخلاقياتهم
أما نحن فقد فقدنا هذه الأخلاقيات الراقية والرائعة
ولكن بإذن الله ستعود هذه الأخلاقيات
تقبلي تحياتي ومروري
صوت الفجر- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 3410
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
رد: المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
تسلمي أختي صوت الفجر على ردك ووجودك الذي نور الصفحة
وبإذن الأخلاقيات ستعود والخير باق في الناس
وبإذن الأخلاقيات ستعود والخير باق في الناس
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
رد: المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
صدق الشيخ عائض القرني
وتشكري غاليتي على الطرح الرائع
اللهم ردنا إلى أخلاقيات وذوقيات ديننا ردا جميلا
وتشكري غاليتي على الطرح الرائع
اللهم ردنا إلى أخلاقيات وذوقيات ديننا ردا جميلا
رد: المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
saada كتب:صدق الشيخ عائض القرني
وتشكري غاليتي على الطرح الرائع
اللهم ردنا إلى أخلاقيات وذوقيات ديننا ردا جميلا
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب
تسلمي مديرتنا الرائعة على المرور الرائع
تسلمي مديرتنا الرائعة على المرور الرائع
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى