وقفة تأمــل
+2
الآنسة منشن
نور الهدى
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وقفة تأمــل
وقفة تأمــل
( الى روح أحبتنا الذين رحلوا الى الدار الآخرة - لن ننساكم أبدا وستظلون دائما في قلوبنا )
رغم أن كل البشر يدركون عقليا أنهم سيموتون وستفارق أرواحهم أجسادهم في يوم
من الأيام ، لكن أغلبهم يعرضون عن التفكير و التفكر في ذلكـ ، فلا تمس هذه
المعرفة القبلية قلوبهم وأفئدتهم بل تجدهم يعيشون حياتهم ويتنعمون بها
وكأنهم سيخلدون في هذه الدار الفانية أبد الدهر ، وكنتيجة حتمية لهذا
التفكير المادي الضيق تصبح المادة وما تبعها من قيم "مادية" كالممتلكات و
السمعة و الشهرة والنفوذ والمتع الحسية كلذة الجنس و الأكل والشراب واللهو
والترف - مهمة جدا وتصل الى درجة التقديس والعبادة ، فما ينفكون عن
الانغماس في تلك الشهوات والملذات ويكرسون لها حيواتهم وكل ما يملكون من
طاقة ووقت من أجل الحصول ولو على القليل من تلك المغريات الدنيوية ، بل قد
يتبعون سبلا مشبوهة ولا أخلاقية للوصول الى أهدافهم التافهة فيسرقون
ويكذبون ويتحيلون ويظلمون ويتعدون حرمات الله ويبيعون ذممهم وضمائرهم بثمن
بخس لا يسوى الا الشيء القليل ومتعته زائلة وغير دائمة .
ما الموت ؟
سؤال غامض كثيرا ما يخامر أذهاننا وربما لا نجد له اجابة شافية . فالموت هو
انقطاع الاتصال بين الجسد والروح وبيولوجيا يأتي عندما تتوقف دقات القلب
توقفا تاما فينقطع عن ضخ الدم الى بقية أعضاء الجسد ، لكن بين توقف القلب
واستمرار نشاط المخ لحظات لا يعلم بها الا الله الى ان تفارق الروح جسدها
كليا ، هي سكرات تجعل المحتضر كالسكران تزيغ نظراته و تجعله يهذي فلا يدري
ما يقول أو يفعل ولا يعلم اي أحد ماذا يحدث حينها بل العلم لله الواحد
الأحد ..
الموت عبرة ..
ففلان يكرس حياته ويفني عمره لاهثا وراء الشهرة أو المال فيحرق كل مافي
جسده وتفكيره من طاقة ويظل طوال الليل ساهدا وآناء النهار جاهدا يخطط
ويتدبر عن كيفية الحصول على أكبر قدر من المال ، وكلما حصل على مقدار منه
الا وزاد طمعه وطال أرقه وكبر جشعه وعظم ظلمه وطغيانه . ولنا في موت مغني
البوب الشهير مايكل جاكسون عبرة لمن يعتبر ، فهذا الشاب الذي وصل الى ذروة
المجد وطبقت شهرته أرجاء الأرض وآفاقها وحصل على ملايين الدولارات ، عاش
حياته تعيسا بائسا فمن طفولة قاسية تعرض فيها الى سوء المعاملة والاحتقار
من والده وأقرانه الى شباب لم يذق فيه طعم السعادة الا بجرعات زهيدة قليلة ،
أفنى فيه جهده وطاقته للوصول الى أرفع درجات الشهرة وحاول فيها تغيير شكله
ومظهره الذي لم يكن يعجبه بل كان يؤرق مضجعه ويطيل عليه كوابيسه ، فبدل
لون بشرته من السواد الكالح الى البياض الناصع وأجرى عشرات العمليات
التجميلية لتغيير وتحسين خلقته وحكم على نفسه بالعيش بعيدا عن الناس
والعالم الخارجي الا لدى قيامه بالحفلات العالمية .. وفي الأثناء كان الناس
يعتبروه مثالا للشاب الناجح والمشهور والذي استطاع تحدي كل العقبات
الكأداء التي اعترضت طريقه ، فاقتدى به الملايين وقلده الآلاف من البشر
وأصبح مضرب الأمثال ، بينما هو كان في الواقع تعيسا غير سعيد ، تزوج لفترة
ثم تركته زوجته لكونه لم يكن رجلا بل كان مجرد دمية ، أحب الأطفال حبا جما
لأنه كان يرى ذاته فيهم لكن سرعان ما تحول ذلك الحب الى وبال عليه ولعنة
شوهت سمعته وأطاحت بشهرته الواهية التي صنعتها ماكينات الدعاية الرهيبة ..
أراد أن يكون جميلا فأصبح كائنا مشوها ممسوخ الخلقة وأخيرا أراد الخلود فخر
ميتا صريعا في عتمة النسيان والتجاهل وكأنه لم يكن أبدا ، وتبين أن كل ذلك
الحب والاهتمام من أقاربه والمقربين منه لم يكن الا نفاقا وكذبا وخداعا من
أجل ابتزاز أمواله وممتلكاته وربما لم يحبه بصدق الا من أحب ما قدمه من فن
ولو أن هذا الحب ليس بدائم ..
ربما أطنبت في الحديث عنه لكني أرى قصته عبرة وعظة ، والعاقل كما قيل في
كليلة ودمنة هو من اتعظ بغيره والغافل هو الذي تجاهل النصيحة ورمى المحاذير
خلف ظهره وانغمس في اللذات والركض وراءها فلقي نفس مصير من سبقوه ..
وربما كلنا غافلون ، الا من رحم ربي ، انشغلنا بالدنيا فشغلتنا عن أنفسنا
ونسينا أننا لسنا بمخلدين في هذه الدار بل ما نحن الا عابرو سبيل والمستقر
هو الدار الآخرة .. نسينا القيم الروحية الصافية والنقية ، استبدلنا الحب
بالكراهية والود بالحقد والبغضاء ، نسينا أن راحة البال والقناعة أفضل من
الجشع والطمع فيما لا تملكـ ، نسينا أن مرضاة الخالق أفضل من رضى المخلوق ،
ونسينا أن الموت آت لا محالة وأن الحياة لا تدوم ، فما ان تحين ساعة
القضاء حتى نتذكر حينها أننا كنا غافلين وظالمين لأنفسنا ووقتها سوف لن
ينفع الندم .
أقول كلامي هذا وقلبي يعتصر ألما وينزف دما لموت أناس عشنا معهم وتعايشوا
معنا ، تقاسمنا معهم ذكريات حلوة في صفحات حياتنا .. فالبارحة كانوا هنا
واليوم لم يعودوا ، البارحة كانوا معنا وغدا سنكون معهم فذلكــ هو قدر
الحياة
بل قدر الله ، ولدنا لنموت ونعيش لنرحل فلن ينفعنا مال أو بنون بل أعمالنا وسرائر قلوبنا .
( الى روح أحبتنا الذين رحلوا الى الدار الآخرة - لن ننساكم أبدا وستظلون دائما في قلوبنا )
رغم أن كل البشر يدركون عقليا أنهم سيموتون وستفارق أرواحهم أجسادهم في يوم
من الأيام ، لكن أغلبهم يعرضون عن التفكير و التفكر في ذلكـ ، فلا تمس هذه
المعرفة القبلية قلوبهم وأفئدتهم بل تجدهم يعيشون حياتهم ويتنعمون بها
وكأنهم سيخلدون في هذه الدار الفانية أبد الدهر ، وكنتيجة حتمية لهذا
التفكير المادي الضيق تصبح المادة وما تبعها من قيم "مادية" كالممتلكات و
السمعة و الشهرة والنفوذ والمتع الحسية كلذة الجنس و الأكل والشراب واللهو
والترف - مهمة جدا وتصل الى درجة التقديس والعبادة ، فما ينفكون عن
الانغماس في تلك الشهوات والملذات ويكرسون لها حيواتهم وكل ما يملكون من
طاقة ووقت من أجل الحصول ولو على القليل من تلك المغريات الدنيوية ، بل قد
يتبعون سبلا مشبوهة ولا أخلاقية للوصول الى أهدافهم التافهة فيسرقون
ويكذبون ويتحيلون ويظلمون ويتعدون حرمات الله ويبيعون ذممهم وضمائرهم بثمن
بخس لا يسوى الا الشيء القليل ومتعته زائلة وغير دائمة .
ما الموت ؟
سؤال غامض كثيرا ما يخامر أذهاننا وربما لا نجد له اجابة شافية . فالموت هو
انقطاع الاتصال بين الجسد والروح وبيولوجيا يأتي عندما تتوقف دقات القلب
توقفا تاما فينقطع عن ضخ الدم الى بقية أعضاء الجسد ، لكن بين توقف القلب
واستمرار نشاط المخ لحظات لا يعلم بها الا الله الى ان تفارق الروح جسدها
كليا ، هي سكرات تجعل المحتضر كالسكران تزيغ نظراته و تجعله يهذي فلا يدري
ما يقول أو يفعل ولا يعلم اي أحد ماذا يحدث حينها بل العلم لله الواحد
الأحد ..
الموت عبرة ..
ففلان يكرس حياته ويفني عمره لاهثا وراء الشهرة أو المال فيحرق كل مافي
جسده وتفكيره من طاقة ويظل طوال الليل ساهدا وآناء النهار جاهدا يخطط
ويتدبر عن كيفية الحصول على أكبر قدر من المال ، وكلما حصل على مقدار منه
الا وزاد طمعه وطال أرقه وكبر جشعه وعظم ظلمه وطغيانه . ولنا في موت مغني
البوب الشهير مايكل جاكسون عبرة لمن يعتبر ، فهذا الشاب الذي وصل الى ذروة
المجد وطبقت شهرته أرجاء الأرض وآفاقها وحصل على ملايين الدولارات ، عاش
حياته تعيسا بائسا فمن طفولة قاسية تعرض فيها الى سوء المعاملة والاحتقار
من والده وأقرانه الى شباب لم يذق فيه طعم السعادة الا بجرعات زهيدة قليلة ،
أفنى فيه جهده وطاقته للوصول الى أرفع درجات الشهرة وحاول فيها تغيير شكله
ومظهره الذي لم يكن يعجبه بل كان يؤرق مضجعه ويطيل عليه كوابيسه ، فبدل
لون بشرته من السواد الكالح الى البياض الناصع وأجرى عشرات العمليات
التجميلية لتغيير وتحسين خلقته وحكم على نفسه بالعيش بعيدا عن الناس
والعالم الخارجي الا لدى قيامه بالحفلات العالمية .. وفي الأثناء كان الناس
يعتبروه مثالا للشاب الناجح والمشهور والذي استطاع تحدي كل العقبات
الكأداء التي اعترضت طريقه ، فاقتدى به الملايين وقلده الآلاف من البشر
وأصبح مضرب الأمثال ، بينما هو كان في الواقع تعيسا غير سعيد ، تزوج لفترة
ثم تركته زوجته لكونه لم يكن رجلا بل كان مجرد دمية ، أحب الأطفال حبا جما
لأنه كان يرى ذاته فيهم لكن سرعان ما تحول ذلك الحب الى وبال عليه ولعنة
شوهت سمعته وأطاحت بشهرته الواهية التي صنعتها ماكينات الدعاية الرهيبة ..
أراد أن يكون جميلا فأصبح كائنا مشوها ممسوخ الخلقة وأخيرا أراد الخلود فخر
ميتا صريعا في عتمة النسيان والتجاهل وكأنه لم يكن أبدا ، وتبين أن كل ذلك
الحب والاهتمام من أقاربه والمقربين منه لم يكن الا نفاقا وكذبا وخداعا من
أجل ابتزاز أمواله وممتلكاته وربما لم يحبه بصدق الا من أحب ما قدمه من فن
ولو أن هذا الحب ليس بدائم ..
ربما أطنبت في الحديث عنه لكني أرى قصته عبرة وعظة ، والعاقل كما قيل في
كليلة ودمنة هو من اتعظ بغيره والغافل هو الذي تجاهل النصيحة ورمى المحاذير
خلف ظهره وانغمس في اللذات والركض وراءها فلقي نفس مصير من سبقوه ..
وربما كلنا غافلون ، الا من رحم ربي ، انشغلنا بالدنيا فشغلتنا عن أنفسنا
ونسينا أننا لسنا بمخلدين في هذه الدار بل ما نحن الا عابرو سبيل والمستقر
هو الدار الآخرة .. نسينا القيم الروحية الصافية والنقية ، استبدلنا الحب
بالكراهية والود بالحقد والبغضاء ، نسينا أن راحة البال والقناعة أفضل من
الجشع والطمع فيما لا تملكـ ، نسينا أن مرضاة الخالق أفضل من رضى المخلوق ،
ونسينا أن الموت آت لا محالة وأن الحياة لا تدوم ، فما ان تحين ساعة
القضاء حتى نتذكر حينها أننا كنا غافلين وظالمين لأنفسنا ووقتها سوف لن
ينفع الندم .
أقول كلامي هذا وقلبي يعتصر ألما وينزف دما لموت أناس عشنا معهم وتعايشوا
معنا ، تقاسمنا معهم ذكريات حلوة في صفحات حياتنا .. فالبارحة كانوا هنا
واليوم لم يعودوا ، البارحة كانوا معنا وغدا سنكون معهم فذلكــ هو قدر
الحياة
بل قدر الله ، ولدنا لنموت ونعيش لنرحل فلن ينفعنا مال أو بنون بل أعمالنا وسرائر قلوبنا .
نور الهدى- حفيدة مشرفة سابقة
- عدد الرسائل : 153
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 08/02/2009
تعاليق : لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس أبدا
التعثر هو أول طريق النجاح فلا تحزن إذا تعثرت بل قم وواصل المسير
رد: وقفة تأمــل
جزاك الله خيرا عزيزتي ع الوقفة الطيبة ..
وبالفعل والله لو أحسسنا بقيمة الموت وإننا ف يوم من الأيام سنرحل من هذه الدنيا لكان حالنا مختلف تماما
ولكننا غافلون وتناسيننا إننا لميتون
اللهم ارزقنا حسن الختام
الآنسة منشن- الحفيدة المشرفة العامة
- عدد الرسائل : 6225
الموقع : ف معهدي(عند بيت جيرانا)
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
تعاليق :
رد: وقفة تأمــل
بارك الله فيك أختي
موضوع مؤثر جدا
اللهم ارزقنا جنة بعد الموت
موضوع مؤثر جدا
اللهم ارزقنا جنة بعد الموت
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
رد: وقفة تأمــل
بارك الله فيك أختي على الموضوع سبحان الموت وكلمة الموت صعبة على الإنسان عندما يسمعها . اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض
عطر الندى- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 903
تاريخ التسجيل : 11/11/2010
رد: وقفة تأمــل
إنما الدنيا فناء...ليس للدنيا ثبوت ...إنماالدنيا كبحر تمتلئ سمكا وحوت...ولعمري عن قليل كل من فيها يموت...فاغتنم وقتك فيها... قبل ماكل يفوت
Maryam- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1685
تاريخ التسجيل : 26/10/2010
رد: وقفة تأمــل
*نفع الله بك أمته*
كلامك مؤثر وجميل
فيه الكثير من العبر
جزيت خيرا
كلامك مؤثر وجميل
فيه الكثير من العبر
جزيت خيرا
أمتي دافعي- حفيدة متألقة بالإيمان
- عدد الرسائل : 512
تاريخ التسجيل : 09/07/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى