متعة القراءة
+4
صوت الفجر
جرح الزمن
قوت القلوب
الرقم الصعب
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
متعة القراءة
كيف لي أن أصبح من أهل القراءة والمطالعة؟
وهذا ما سنتطرق إليه في السطور التالية:
أولاً: لا بُد أن تدرك جيدًا أن القراءة والمطالعة بقصْد التعلم والمعرفة نعمةٌ من نعَم الله عليك
وفضلٌ أولاك إيَّاه
؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾
فإنْ وافَقْيتني في ذلك، فإنَّ النِّعمة حتى تدوم لا بد لنا من شُكرها؛
كما في قوله: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ وشُكر النِّعمة لا يقتصر على تلفُّظك بالحمد،
بل لا بد من أن تؤدِّي حقَّ الله عليك من الطاعة والعبادة، وانتهاج سبيل المتَّقين، هذا السبيل كفيل بتعليم الله لك
، تأملي قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
يقول الإمام القرطبي في تفسيره: "الجامع لأحكام القرآن"، تعليقًا على هذه الآية ما نصه: "وعْدٌ من الله تعالى بأن مَن اتقاه علَّمه
؛ أي: يجعل في قلبِه نورًا يفهم به ما يُلقى إليه، وقد يجعل الله في قلْبه ابتداءً فرقانًا؛
أي: فيصلاً يفْصل به بين الحق والباطل، ومنه قوله تعالى في سورة الأنفال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾
والله أعلم. انتهى كلامه - رحمه الله.
ثانيًا: أشرنا قبْل قليل إلى أن دوام النِّعمة مقْرونٌ بشُكرها، وطريق شُكرها هو العبادة، ومن العبادات التي غفل عنها كثيرٌ من الناس عبادة الدُّعاء
وفي الحديث ((الدعاء هو العبادة ))
والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾،
لذا فإن مَن يدعو الله، ويتضرع إليه بأن يوفِّقه ويفتح عليه بطلَب العلم والقراءة أو الكتابة،
وتخصيص ذلك بالنافع والمثمر، وأن تكون خالصة له - جل وعلا - سيلحظ أثرَ ذلك لا محالة،
وكونك خصَّصت دعاءَك بما ينفع ويثمر حتى لا تقعَي فريسة لكل غثٍّ وهُراءٍ،
تَمَّ نشرُه هنا وهناك تحت ذريعة العلم والمعرفة، بل إنك بذلك تختصري على نفسك المسافة الزمنيَّة التي تسهم في تشكيل خبرة معرفية، ملؤها النفع والنضوج.
ألا تري حولك من الناس - وربما سمعتي وشاهدتي بعضهم -
ممن أفنى شبابَه وأضاع سِنِين عمره فيما لا طائل من ورائه، وربما نال حسْرة وندامة يوم القيامة!
– والعياذً بالله.
وأذْكُر في هذا الصدد قصَّة تُبَيِّن أثر الدُّعاء في اكتساب حبِّ القراءة لأحدُ طلبة العلم، ومَن عُرف بنهمه لقراءة الكُتُب؛ حيث يقول عن نفسه:
أدركتُ بعد الالتزام أهمية طلَب العلم، وأنه من الطرق الموَصِّلة إلى الجنة، ومعلوم أنه لا طلب بغير قراءة،
وهنا تكمُن مُشكلتي، فأنا من أشد النافرين من المطالَعة في الكتب، ولا أطيق القراءة بتاتًا، فاحترتُ في ذلك،
حتى قررت أن أذهب لأداء العمرة، وأدعو الله لهذا الغرَض، وفعلاً سافرتُ وشربتُ من زمزم حتى تضلعتُ،
وأنا أدعو الله أن يرزقَني حب القراءة، ويفتح عليَّ فيها، وألححتُ في الدُّعاء، ثم عدتُ لبلدي وإذا بي ألْتَهِم الكُتُب التِهامًا
- والفضلُ لله وحده.
ثالثًا: الاهتمام بمبدأ التدرُّج؛ وأعني به: أن تبدأي بالسهل من الكتب والعلوم، ثم الانتقال والتوسُّع شيئًا فشيئًا في الكُتُب الأعلى مستوى
سواء بكثرة عدد صفحاتها أو أفكارها وفقراتها،
هذا المبدأ - التدرُّج - معلوم عند أهل العلم، وقلَّما تجدي مَن لا يوصي به،
والجميل فيه أنك ستلاحظي مدى تقدُّمك في القراءة والاطِّلاع عبر سرعة تصفُّحك لكتاب ما،
فالمعلومات إن كانتْ جديدةً عليك ستري بُطئًا في قراءتك،
وإن كانت المعلومات سبق وأن مرتْ بك ستكون دافعًا لك في سُرعة قراءَتِها وتصفُّحها؛
حتى تنهيَ الكتاب في فترةٍ وجيزة مقارنة بوقت سابق.
أما الأمر الآخر المتعلِّق بالتدرُّج، فهو التدرُّج بالوقت، وتفصيل ذلك على النحو التالي:
اقرأي من عشر إلى خمسَ عشْرةَ دقيقة في الأُسبوع الأول، ولْيكُن في النهار،
ثُمَّ أضيفي خمس دقائق الأسبوع الثاني، ثم خمسًا أخرى في الثالث، ثم خمسًا غيرها في الرابع، يُصبح المجموعُ 30 دقيقة،
ثم استمري في ذلك دون انقطاع، وفي الأسبوع الخامس افْعلي كما فعلتَ في الأسبوع الأول وفي ذات الوقت من عشر إلى خمسَ عشْرة دقيقة،
ولكن هذه المرة مساءً، مع استمرارك في الثلاثين دقيقة نهارًا، وفي الأسبوع الثامن - أي: في غُضُون شهرَيْن مِن قيامك بهذا التمرين -
صرتي ممن يقرأ ساعة في اليوم، وهو إنجازٌ كبيرٌ للمبتدئ، ستظهر آثارها عليك في فترةٍ وجيزةٍ،
وأرى أنك تستحقي المكافأة من نفسك لنفسك بالكيفيَّة التي تلائمك،
بل إنِّي أُبَشِّر القارئة الذي تصل إلى هذا المستوى بأن القادم من الأيام سيكون أفضل - بإذن الله - مِنْ سابقه،
حيث ستمضي الساعات ولا تجد غضاضة في ذلك - خاصة في أيام الإجازات - وهي بين أحضان الكتب،
وهذا فضْل الله يُؤتيه من يشاء، والله ذو الفضْل العظيم.
منقول للفائدة
عدل سابقا من قبل الرقم الصعب* في 2011-04-06, 20:34 عدل 4 مرات (السبب : تعديلات إملائية)
الرقم الصعب- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 2859
تاريخ التسجيل : 18/01/2011
رد: متعة القراءة
معلومات قيمه اخيتي
قوت القلوب- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1502
تاريخ التسجيل : 21/11/2009
تعاليق :
رد: متعة القراءة
نايس الرقم الصعب
مشكوره
مشكوره
جرح الزمن- حفيدة متألقة بالإيمان
- عدد الرسائل : 846
تاريخ التسجيل : 15/08/2009
رد: متعة القراءة
بارك الله فيك أختي الرقم الصعب على الموضوع القيم
وبإذن الله رح نستمر في القراءة
لأننا من أمة اقرأ
وبإذن الله رح نستمر في القراءة
لأننا من أمة اقرأ
صوت الفجر- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 3410
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
رد: متعة القراءة
بارك الله فيك أختي الرقم الصعب
ع المعلومات القيمه عن القراءة
وف ميزان حسنتك إن شاء الله
عمر الزّمن- حفيدة نشيطة
- عدد الرسائل : 231
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: متعة القراءة
الله يعطيك العافية الغالية ع موضوعك الهادف
وصحيح والله القراءة لها متعة خاصة فكلما قرأنا اكتسبنا أشياء ومعلومات إضافية
دمتم بعافية
الآنسة منشن- الحفيدة المشرفة العامة
- عدد الرسائل : 6225
الموقع : ف معهدي(عند بيت جيرانا)
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
تعاليق :
رد: متعة القراءة
أخواتي العزيزات
تمنياتي لكم متعة القراءة بإذن الله
الرقم الصعب- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 2859
تاريخ التسجيل : 18/01/2011
رد: متعة القراءة
جوزيتي خيرا أختي الرقم الصعب النصائح والمعلومات القيمة وإن شاء الله نستمر في القراءة ونحبها أكثر
عطر الندى- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 903
تاريخ التسجيل : 11/11/2010
رد: متعة القراءة
عطر الندى كتب:جوزيتي خيرا أختي الرقم الصعب النصائح والمعلومات القيمة وإن شاء الله نستمر في القراءة ونحبها أكثر
أشكرك ع المرور الرائع أختي الغالية..
~تمنياتي لك قراءة ممتعة بإذن الله~
الرقم الصعب- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 2859
تاريخ التسجيل : 18/01/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى