الدرس الرابع

يحتاج الإنسان في حياته إلى دليل يبين له طريقه ووجهته .. خطأه من صوابه .. لذا كانت سيرة المصطفى أفضل نموذج يقتدى به , فالسيرة النبوية بما تحمله من أحداث ومواقف تمثل مرجعا هاما لكل من أراد أن يحيى ( أحلى حياة )

الدرس الرابع

كن .. دينك


ساعدت قبيلة الطائف أبرهة في الوصول إلى الكعبة .. وحين وصل أبرهة إلى المغمس المكان الذي مات فيه أبا رغال الدليل وهنا قام بعض جنود أبرهة بالإستيلاء على أموال قبيلة قريش وأبرزها مائتى بعير لعبد المطلب بن هاشم
فكرت قريش وكنانة وهذيل قتال أبرهة ولكنهم علموا إنهم لا طاقة لهم بقتاله .. وأخذوا يفكرون في وسيلة أخرى ليبعدوا خطره عن كعبتهم وديارهم وأموالهم

علينا دائما التفكير كيف يمكننا أن نرد ما يواجهنا من مشاكل الحياة
علينا دائما أن نفكر كيف ننصر الدين
الدرس الماضي قلنا اعمل شيء لدينك ونفسك وإن قلة الإمكانيات واليوم نقول ابحث عن امكانيات جديدة .. فكر فلن تعدم طريقة أو فكرة تنفع بها نفسك أو أمتك
أرسل أبرهة حناطة الحميري رسول لقريش يبلغهم إن أبرهة لم يأتي لحربهم إنما جاء ليهدم الكعبة فإن لم يعترضوا له فلن يحاربهم .. ثم طلب رؤية سيدهم فاتجه إلى عبد المطلب وعرض عليه رسالة أبرهة ثم أخبره بإنه يريد رؤيته
اتجه عبدالمطلب ومعه بعض بنيه إلى معسكر أبرهة .. وقبل دخول عبد المطلب عند أبرهة سأل عن ذى نفر فقد كان صديقا له فسيق إلى محبسه وهناك تبادل الحديث فيما ألم بهم من كارثة جيش أبرهة

طالباتي .. قريش والعرب الآن تمر بأحلك الظروف .. الموقف صعب فأمامهم جيش قوي لا يقهر .. وامكانياتهم ضعيفة جدا جدا وقد بلغت القلوب الحناجر .. وأخذ الخوف من الجميع كل مأخذ وبالرغم من كل ذلك أصر عبد المطلب أن يرى صديقه ..
فكر في الكعبة الآن يا عبد المطلب .. فكر في عيالك وقبيلتك .. فكر في حياتك
سافكر في الجميع وكذلك صديقي .. قد لا أستطيع أن افعل له شيئا ولكن .. حين يراني معه في أزمته وشدته سيفرح كثيرا .. نصف همه سيزول حين يرأى صديقه بجانبه
أين انت من حياة أخواتك وصديقاتك ؟ ليس مهم أن يكون لديك الحل المثالي لمشكلتها ولكن ربتك على كتفها , وابتسامة صادقة لها , أو حتى دمعة مؤازرة لها ستعني لها الكثير وستشعر أن الحل الذهبي معها
ثم ما الذي يشغل الصديقان عبد المطلب وذى نفر .. نفس الفكرة والهدف .. الكعبة ..
هل تقوم أخوتنا وصداقاتنا على أهداف مشتركة ..؟
هل أنت ممن تقول لك صديقتك يجب أن نفعل شيء للأمة ثم تجد منك تعليقات ساخرة ؟
هل أنت ممن تكلمك صديقتك عن فلسطين والدماء والأشلاء وأنت تكلميها عن الموضة والمكياج؟
هل تحفزك للتميز والإبداع وأنت تغرسي بداخلها الإتكالية والسلبية
بصراحة طالبتي الغالية : أي الأصدقاء أنت ؟
وبعد الحديث السريع عن الكعبة والأحداث الدائرة اقترح ذى نفر لصديقه عبد المطلب أن يستعين بالسائس الموكل بأمر الفيلة في الجيش لأنه كان قريبا من ذى نفر فترة مكوثه في الأسر .. أمره أن يطلب من السائس أن يرافقه في ذهابه إلى أبرهة وذلك حرصا منه على سلامة صديقه
كيف تعرف ذى نفر على سائس الفيلة ؟ وهل يحق له محادثته وهو من جيش عدوه ؟
طالباتي : المهم هو الولاء .. أنت ولاؤك لمن ؟ للإسلام أم لغيره ؟
ذى نفر ما يزال ولاؤه للكعبة والعرب .. ولكنه وهو يخالط القوم ويعايشهم .. اكتشف طبائعهم وخصائصهم فرأى أن السائس يختلف تماما عن القائد والجندي يختلف عن الساقي .. هناك الحاقد الناقم على الدين وهناك المكره
وهذا ما حدث على أرض العراق الحبيب الشامخ .. أغلب الجنود كانوا مكرهين على الحرب .. لدرجة إنهم أصابتهم مشاكل نفسية فأخذوا يقتلون أنفسهم
وحين قرأت مذاكرات القائد المسلم ( صدام حسين ) تفاجئت بإن جنود أمريكان كانوا يحذرونه من قادتهم ويعطونه نبذة مختصرة عن القادة حتى يعرف كيف يتصرف معهم .. بل العجيب إنهم كانوا يتسابقون للحصول على توقيع منه .. وكانوا يدعون الله له في كل محاكمة كان يخوضها .. ودموعهم لخبر استشهاده كانت دليل بأنهم ليسوا سواء ..
نعم من حاربنا نحاربه ومن أساء لديننا ومقدساتنا نرد عليه .. ولكن لا مانع أبدا من أن نفهمهم .. ونسمع منهم
هذا بالفعل ما فعله ذى نفر وعبد المطلب الذي أستأذن الدخول على أبرهة
كلم أنيس السائس أبرهة بأمر عبد المطلب وقال له ( هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك وهو صاحب عير مكة وهو يطعم الناس في السهل والوحوش في رؤوس الجبال فأذن له يكلمك في حاجته وأحسن إليه )
أيعقل إن هذه الكلمات تصدر من فرد في جيش العدو لعدوه في الميدان ؟ هل عرفتي ما تأثير معايشتنا للجميع تداخلنا مع من يخالفنا الأفكار والعقائد .. بهذا الأمر يمكننا أن نقدم الإسلام 100 سنة إلى الأمام
لا معنى لتفجيير السفارات .. لا معنى لخطف الصحفيين .. لا معنى لإزدراء الآخرين أبدا
أمتنا لا تقوم أبدا على كره الأشخاص إنما على كره الأفعال
دخل عبد المطلب على أبرهة وكان رجلا وسيما جميلا وعظيم فلما رأه أبرهة أجله وأعظمه وأكرمه عن أن يجلس تحته وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه .. فنزل أبرهة عن سريره وجلس بجوار عبد المطلب .. ثم أمر ترجمانه أن يسال عبد المطلب عن حاجته
طلب عبد المطلب أن يرجع أبرهة له بعيره .. تفاجئ أبرهة وقال للترجمان : قل له قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم زهدت فيك حين كلمتني , أتكلمني في مائتى بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك وقد جئت لهدمه لا تكلمني فيه ؟!
قبل أن نواصل بقية القصة .. كيف هو مظهرك الخارجي ؟ كيف هو لبسك وهندامك ؟
هذا ليس مهم يا أستاذة سعده المهم الجوهر ..
طالباتي : قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) .. السلم – الإسلام
طبقوا كافة أوامر الإسلام .. الإسلام الذي يقول إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله .. هو نفسه الإسلام الذي يقول إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده
الإسلام الذي يقول إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم .. هو الذي يقول أن الله جميل يحب الجمال
أرايت أثر اهتمام الإنسان بمظهره .. تجعل الآخرين يحترمونه ويحبونه .. أرجومكم لا نريد كلما رأى الآخرين فوضى قالوا كان هنا مسلمون .. وكلما رأوا أوساخ ومظهر مبهدل .. قالوا هذه ثقافة المسلمين
نريد يا طالبات أحلى حياة .. من يراكن يقول هنا والله الحياة .. هذا والله ديننا
ثم لما تكلم عبد المطلب عن البعير .. زالت هيبة عبد المطلب من قلب أبرهة .. وتعجب منه
أن العالم كله يعرف إنك مسلمة .. فأرجوك لا تجعلي هيبتك تختفي من قلب الآخرين
لا تجعلي أحد يشك بإنك بدون إسلام وبدون هدف
سمعت في شريط قصة .. كان بعض الدعاة يحاولون هداية ممرضتان أحدهما استرالية والأخرى من جنوب إفريقيا .. وكانتا تميلان للدخول في الإسلام وفي أحد الأيام جائت الممرضة المسلمة وفتحت أمامهما حقيبتها وأخرجت صورة شاب وقالت ( this is boy friend) .. هذا صديقي .. نظرت الممرضتان إلى بعضهما ثم قالتا : أنتم تقولون لنا هذا حرام .. ثم تفعلونه .. لا حاجة لنا إذن في الدخول في هذا الدين .. طالما إننا سنتصرف بنفس تصرفاتنا ولكن بنفاق . ..
أبرهة كان يتوقع إن الحديث سيدور عن الكعبة لأنها من المفترض أن تكون أول أولويات عبد المطلب
التعليق في هذه النقطة وسائر نقاط الدرس كثيرة سأترك لكن الآن المجال للتعليق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بارك الله فيك استاذتي الحبيبة

درس رائع بالفعل ومثل ما ذكرتوا يحمل استفادات كثيرة عبر عظيمة

بس محتاجه أقرأ الدرس أكثر من مره وأرتب أفكاري

سأعود لتسطيرها لاحقا بإذن الله

حقا والله إنها أحلى حياة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ا استغلال الإمكانيات والبحث عن البديل

هذا المعنى نراه واضحا عند قبيلة قريش وكنانه وهذيل ..فهم لا طاقة لهم بقتال أبرهة وجيشه ..
وإمكانياتهم ضعيفة ..وقد رأوا المصير الذي آلت إليه قبيلة ذو نفر والقبيلة الأخرى..

ولكن مستحيل نسمح لأبرهة أن يمر من عندنا بردا وسلاما فهو متجه للكعبة والكعبة غاليه لديهم..
ويجب أن نبحث عن حلول أخرى ولن نقف مكتوفي اليد..

وجميل لو استخدمنا هذا المعنى في حياتنا اليوميه أيضا ..فأي شي يواجهنا يجب أن نبحث له حل ونستغل كل امكانياتنا وطاقاتنا ونبحث عن كل الوسائل التي تساعدنا على تحقيقه وإنجازه..
ونجعل أمامنا إنه لا شي اسمه مستحيل ونحن بأمكاننا تحقيق الصعب والمستحيل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]