النهر الشهيد!
+2
Maryam
طالبة علم
6 مشترك
حفيدات النبي :: عشاق القمم :: لست عاديا
صفحة 1 من اصل 1
النهر الشهيد!
كــان النهرُ الصغير، يجري ضاحكاً مسروراً، يزرع في خطواته الخصبَ، ويحمل في راحتيه العطاء..
يركض بين الأعشاب، ويشدو بأغانيه الرِّطاب، فتتناثر حوله فرحاً أخضر.. يسقي الأزهار الذابلة، فتضيء ثغورها باسمة. ويروي الأشجار الظامئة، فترقص أغصانها حبوراً ،،
ويعانق الأرض الميتة، فتعود إليها الحياة. ويواصل النهر الكريم، رحلةَ الفرحِ والعطاء، لا يمنُّ على أحد، ولا ينتظر جزاء..
وكان على جانبه، صخرة صلبة، قاسية القلب، فاغتاظت من كثرة جوده،
وخاطبته مؤنّبة: لماذا تهدرُ مياهَكَ عبثاً ؟! -أنا لا أهدر مياهي عبثاً،
بل أبعث الحياة والفرح، في الأرض والشجر، و.. - وماذا تجني من ذلك ؟!
-أجني سعادة كبيرة، عندما أنفع الآخرين -لا أرى في ذلك أيِّ سعادة !
- لو أعطيْتِ مرّة، لعرفْتِ لذّةَ العطاء .
- قالت الصخرة: - احتفظْ بمياهك، فهي قليلة، وتنقص باستمرار.
- وما نفع مياهي، إذا حبستها على نفسي، وحرمْتُ غيري ؟! حياتكَ في مياهكَ، وإذا نفدَتْ
تموت .
قال النهر: - في موتي، حياةٌ لغيري .
- قالت الصخرة ساخرة : -سأُسمّيكَ بعد موتكُ، النهر الشهيد! -هذا الاسم، شرف عظيم. لم تجدِ
الصخرةُ فائدة في الحوار، فأمسكَتْ عن الكلام. ** اشتدَّ تْ حرارةُ الصيف، واشتدّ ظمأُ الأرض
والشجر والورد، و.. ازداد النهر عطاء، فأخذَتْ مياهه، تنقص وتغيض، يوماً بعد يوم، حتى لم
يبقَ في قعره، سوى قدرٍ يسير، لا يقوى على المسير.. صار النهر عاجزاً عن العطاء، فانتابه
حزن كبير، ونضب في قلبه الفرح، ويبس على شفتيه الغناء.. وبعد بضعة أيام، جفَّ النهر الصغير،
- فنظرَتْ إليه الصخرةُ، وقالت : - لقد متَّ أيها النهر، ولم تسمع لي نصيحة !
- قالت الأرض : - النهر لم يمتْ، مياهُهُ مخزونة في صدري. وقالت الأشجار: -النهر لم يمتْ،
مياهه تجري في عروقي وقالت الورود: -النهر لم يمت، مياهه ممزوجة بعطري.
- قالت الصخرة مدهوشة : لقد ظلَّ النهرُ الشهيدُ حياً، في قلوب الذين منحهم الحياة! ***
وأقبل الشتاء، كثيرَ السيولِ، غزيرَ الأمطار، فامتلأ النهرُ الصغير بالمياه،
وعادت إليه الحياة، وعادت رحلةُ الفرح والعطاء، فانطلق النهر الكريم،
ضاحكاً مسروراً، يحمل في قلبه الحب، وفي راحتيه العطاء ..
يركض بين الأعشاب، ويشدو بأغانيه الرِّطاب، فتتناثر حوله فرحاً أخضر.. يسقي الأزهار الذابلة، فتضيء ثغورها باسمة. ويروي الأشجار الظامئة، فترقص أغصانها حبوراً ،،
ويعانق الأرض الميتة، فتعود إليها الحياة. ويواصل النهر الكريم، رحلةَ الفرحِ والعطاء، لا يمنُّ على أحد، ولا ينتظر جزاء..
وكان على جانبه، صخرة صلبة، قاسية القلب، فاغتاظت من كثرة جوده،
وخاطبته مؤنّبة: لماذا تهدرُ مياهَكَ عبثاً ؟! -أنا لا أهدر مياهي عبثاً،
بل أبعث الحياة والفرح، في الأرض والشجر، و.. - وماذا تجني من ذلك ؟!
-أجني سعادة كبيرة، عندما أنفع الآخرين -لا أرى في ذلك أيِّ سعادة !
- لو أعطيْتِ مرّة، لعرفْتِ لذّةَ العطاء .
- قالت الصخرة: - احتفظْ بمياهك، فهي قليلة، وتنقص باستمرار.
- وما نفع مياهي، إذا حبستها على نفسي، وحرمْتُ غيري ؟! حياتكَ في مياهكَ، وإذا نفدَتْ
تموت .
قال النهر: - في موتي، حياةٌ لغيري .
- قالت الصخرة ساخرة : -سأُسمّيكَ بعد موتكُ، النهر الشهيد! -هذا الاسم، شرف عظيم. لم تجدِ
الصخرةُ فائدة في الحوار، فأمسكَتْ عن الكلام. ** اشتدَّ تْ حرارةُ الصيف، واشتدّ ظمأُ الأرض
والشجر والورد، و.. ازداد النهر عطاء، فأخذَتْ مياهه، تنقص وتغيض، يوماً بعد يوم، حتى لم
يبقَ في قعره، سوى قدرٍ يسير، لا يقوى على المسير.. صار النهر عاجزاً عن العطاء، فانتابه
حزن كبير، ونضب في قلبه الفرح، ويبس على شفتيه الغناء.. وبعد بضعة أيام، جفَّ النهر الصغير،
- فنظرَتْ إليه الصخرةُ، وقالت : - لقد متَّ أيها النهر، ولم تسمع لي نصيحة !
- قالت الأرض : - النهر لم يمتْ، مياهُهُ مخزونة في صدري. وقالت الأشجار: -النهر لم يمتْ،
مياهه تجري في عروقي وقالت الورود: -النهر لم يمت، مياهه ممزوجة بعطري.
- قالت الصخرة مدهوشة : لقد ظلَّ النهرُ الشهيدُ حياً، في قلوب الذين منحهم الحياة! ***
وأقبل الشتاء، كثيرَ السيولِ، غزيرَ الأمطار، فامتلأ النهرُ الصغير بالمياه،
وعادت إليه الحياة، وعادت رحلةُ الفرح والعطاء، فانطلق النهر الكريم،
ضاحكاً مسروراً، يحمل في قلبه الحب، وفي راحتيه العطاء ..
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
رد: النهر الشهيد!
طرح موفق..فعلا التضحية من اجل الاخرين مخزون قد لايدرك منفعتنه إلا من وجدذاك..
Maryam- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1685
تاريخ التسجيل : 26/10/2010
رد: النهر الشهيد!
موضوع قمة الروووووووعة
جميل حين نتعامل كما تعامل هذا النهرالعظييييم
نمنح ونعطي ونضحي من أجل نفع الآخرين
بحيث نترك لنا بصمة وأثر ملموس ف قلوب الغير..
ومن يفعل خير لا يعدم جوازيه
بارك الله فيك عزيزتي
ومزيدا من العطاءالنافع
جميل حين نتعامل كما تعامل هذا النهرالعظييييم
نمنح ونعطي ونضحي من أجل نفع الآخرين
بحيث نترك لنا بصمة وأثر ملموس ف قلوب الغير..
ومن يفعل خير لا يعدم جوازيه
بارك الله فيك عزيزتي
ومزيدا من العطاءالنافع
الرقم الصعب- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 2859
تاريخ التسجيل : 18/01/2011
رد: النهر الشهيد!
Maryam كتب:طرح موفق..فعلا التضحية من اجل الاخرين مخزون قد لايدرك منفعتنه إلا من وجدذاك..
أشكرك غاليتي مريم على ردك في صفحتي
جعلك الله علما شامخا في الأمة
جعلك الله علما شامخا في الأمة
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
رد: النهر الشهيد!
الرقم الصعب كتب:موضوع قمة الروووووووعة
جميل حين نتعامل كما تعامل هذا النهرالعظييييم
نمنح ونعطي ونضحي من أجل نفع الآخرين
بحيث نترك لنا بصمة وأثر ملموس ف قلوب الغير..
ومن يفعل خير لا يعدم جوازيه
بارك الله فيك عزيزتي
ومزيدا من العطاءالنافع
أشكرك غاليتي على المرور
جعلك الله رياض جود ومنارة خير
جعلك الله رياض جود ومنارة خير
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
رد: النهر الشهيد!
ما أجمل أن نعيش لحيا الآخرين
وما أجمل أن نترك بصمة في كل شي حولنا
هنا سنشعر بقيمة حياتنا
موضووع رائع عزيزتي
بارك الله فيك
ولا تحرمينا جديدك
وما أجمل أن نترك بصمة في كل شي حولنا
هنا سنشعر بقيمة حياتنا
موضووع رائع عزيزتي
بارك الله فيك
ولا تحرمينا جديدك
صوت الفجر- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 3410
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
رد: النهر الشهيد!
لم يمت النهر لإنه لم يكن يعش لنفسه
بل كان يعيش للآخرين ~
لم يمت لإن عطائه وخيره ظل موجودا في كل بقعة وشاهدا عليه
فما أجمل ان نعيش نحن كذلك كما عاش النهر
غاليتي طالبة علم
موضوع رائع جدا ~
سلمت يمينك على الإختيار المميز
لا تحرمينا جديدك ~
الآنسة منشن- الحفيدة المشرفة العامة
- عدد الرسائل : 6225
الموقع : ف معهدي(عند بيت جيرانا)
تاريخ التسجيل : 12/02/2009
تعاليق :
رد: النهر الشهيد!
صوت الفجر كتب:ما أجمل أن نعيش لحيا الآخرين
وما أجمل أن نترك بصمة في كل شي حولنا
هنا سنشعر بقيمة حياتنا
موضووع رائع عزيزتي
بارك الله فيك
ولا تحرمينا جديدك
شكرا لك أختي صوت على حضورك الرائع
دمت رمزا للخير والعطاء
دمت رمزا للخير والعطاء
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
رد: النهر الشهيد!
الآنسة منشن كتب:
لم يمت النهر لإنه لم يكن يعش لنفسه
بل كان يعيش للآخرين ~
لم يمت لإن عطائه وخيره ظل موجودا في كل بقعة وشاهدا عليه
فما أجمل ان نعيش نحن كذلك كما عاش النهر
غاليتي طالبة علم
موضوع رائع جدا ~
سلمت يمينك على الإختيار المميز
لا تحرمينا جديدك ~
وسلمت يمينك على ما سطرته من رد مرائع
غاليتي منوش
غاليتي منوش
طالبة علم- حفيدة مشرفة
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
رد: النهر الشهيد!
اللهم اجعلنا رمزا للعطاء
هذا المعنى من العصر وأنا اسمعه لعله رسالة ربانية
تشكري على الموضوع
هذا المعنى من العصر وأنا اسمعه لعله رسالة ربانية
تشكري على الموضوع
حفيدات النبي :: عشاق القمم :: لست عاديا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى