راقبي نيتك

من طرف **الآنسة منشن** 2012-02-20, 15:15

يقول الله سبحانه في سور القلم في حديثه عن قصة أصحاب الجنة الذين أقسموا ليصرمنها مصبحين و لا يستثنون ، فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)

ما هو الذنب والجرم الذي اقترفه أصحاب الجنة حتى استحقوا أن يوقع الله عليهم هذه العقوبة المؤلمة و العذاب الأليم ، كذلك العذاب و لعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون .
إن أصحاب الجنة كانوا يغطون في سبات عميق عندما طاف عليها طائف من ربك ، فهم لم يشرعوا بعد في قطف الثمار و في تنفيذ مخططهم ، و إنما هم كانوا في نوم و سبات و النائم لا إرادة له و لا يصدر منه فعل لتنفيذ مخطط ما .
فهل تعرف ما هو الجرم الذي استحقوا به تلك العقوبة ،

نعم إنها النية السيئة التي نووها و عزموا عليها و أكدوها بالقسم ، إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين .
فنيتهم السيئة بحرمان المساكين من ثمار جنتهم كانت كافية لتوقع بهم العذاب ( كذلك العذاب ) .

فبعض الناس يظنون أنهم بمجرد نيتهم السيئة في ارتكاب معصية من معاصي الله لا يكون بذلك آثما و لا يتوقع أن يحل به أي عذاب أو عقوبة ،

وهذه القصة تؤكد لنا أن من نوى نية سيئة سواء كانت النية تشتمل على ظلم الإنسان لنفسه كترك الصلاة أو أو تبديد مال الزكاة أو الأكل و الشرب في نهار رمضان فهي معصية متسوجبة بنفسها لحلول العذاب ، كذلك العذاب ، و أيضا من نوى نية وعزم عزما على فعل معصية في حق الناس كإنكار حق واجب عليه أو الاحتيال على أخذ مال لا ينوي إرجاعه أو الكذب لبيع سيارته أو هاتفه أو بيته بثمن أعلى ، أو هتك عرض مسلم أو مسلمة ، فإنه بذلك يكون مستحقا لوقوع العذا ب عليه

.
و كم من مسلم أو مسلمة فاجأه ريب المنون و هو نائم في فراشه بعد أن عزم على ارتكاب معصية من معاصي الله و يظن أنه لن يقع عليه أي عذاب و أنه ما دام لم يبدأ في تنفيذ معصيته فإنه لا إثم عليه و لا عقوبة تحل به .

الشيخ/ طالب الراشدي